بسم الله الرحمن الرحيم
تغيّرت مفاهيم الحياة بسبب تطورها ، ذلك التطور التكنولوجي الذي أدى إلى سهولة دخول الأفكار المستوردة وجعلها في متناول اليد لمختلف الفئات العمرية ، فالتطور لم يختصر فقط وقت أداء الخدمات ، بل أختصر طُرق دخول الأفكار المستوردة المُصممة وفق قياساته وسرعة انتشارها في المُجتمعات .
من هذه المفاهيم هو أن الحب مُهم في أنشاء علاقة زوجية مُستقرة ، وعُززت هذه الفكرة بانتشار شبكات التواصل الاجتماعي وما يروج فيها من أفكار، وسهولة الوصول إلى الطرف الأخر وتطبيقها على ارض الواقع ، وزيادة الإقبال عليها من فئة المُراهقين والشباب غير الناضج( الأعزب والمتزوج)
عندها علينا أن نعرف أن هناك ثلاث أنواع من المحبة
النوع الأول: هو حُب قلبي ينتقل إلى دائرة الأفعال غير الشرعية ويُمكن أن نعطيه مُصطلح (حُب الشبابيك) لأنهُ حُب لا يوافق رأي العُقلاء والشارع المُقدس ، والخاسر فيه في الغالب المرأة
النوع الثاني : هو أعجاب الرَجُل بالمرأة ومحبتها قبل الزواج وهو حُب قلبي لا يخرج إلى دائرة الأفعال غير الشرعية ويُمكن أن نعطيه مُصطلح (حُب الأبواب) ، لأنه حُب يوافق رأي العُقلاء والشرع ، فحبهُ يقودهُ في عدم هدر كرامتها ، فيتقصى عنها ويطرق بابها ، هنا يوجد ربح دائما ، لأنه وان حدثت خسارة بعدم الموافقة ، كلاهما رابح لكرامته ولرأي العقلاء والشارع المُقدس ، وعادة المرأة تعتز بهذا النوع من الزواج ، لأنها تشعر أن بذرة المحبة موجودة فيه لها ، وأنها اختياره وغير مفروضة عليه مِن الأهل ، فاذا ما سُقي بالجعالة الإلهية ( المودة والرحمة ) وحُسن الأفعال مِن الطرفين تجعل بذرة الحُب تنمو بسرعة.
النوع الثالث : هو أعجاب الرَجُل بالمرأة ومحبتها بعد الزواج ، وهو حُب قطعاً يوافق رأي العقلاء والشارع المُقدس ، ويُمكن ان نعطيه مُصطلح ( حُب تقليدي ) وهو مُشابه لـ (حُب الأبواب ) وان كان هذا الحُب يحتاج إلى وقت لتتكون بذرته ، وإذا ما سُقي بالجعالة الإلهية وحُسن الأفعال فتنمو أغصانها بمرور الأيام .
في هذا النوع الخسارة فيه تحدث فقط عندما يتم فرض الشاب أو الشابة على الطرف الأخر دون قناعة.
عندها يمكن القول أن الحُب الصحي للمجتمع هو من النوع الثاني والثالث لأنهُ قائم على أسس عقلية وشرعية موافقة للفطرة السليمة، ولا يوجد فيه هدر للكرامة والعفة ولا أزمة ثقة بين الجنسين، ولا تفكك اسري ، او انحراف وموافقة للمجتمعات المسلمة ، ولكن الغزو الفكري يُركز على الأول لأنهُ يعلم أن فيه تحطيم لقيم المُجتمعات ومبادئه وبالتالي انهيار قوامه وسلامته.
تعليق