إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

انصاف الزواج ، في نصف انسان .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انصاف الزواج ، في نصف انسان .

    بسم الله الرحمن الرحيم .

    (1)
    اُريد " نعال " ابيض البسه ؟!
    يصعب علي كتابة هذه الكلمة " نعال " ولكن عندما تكون حقيقة وواقع ، لا يمكن الا ان نذكر ذلك ، نعم انها جملة صادرة من مَن يُعدون نخبة المجتمع والطبقة المثقفة ،
    صادرة من " دكتور " عندما يُعلن عن رغبتهِ في الزواج ؟!
    فيتم ترشيح العديد من الفتيات لهُ ، والتي تليق بهِ كأنسان وليس نصف انسان " اي انهُ انسان كامل خُلق من الروح والجسد ، وان كلاهما لها حق عليه ، بل قد يُعد الجانب الروحي هو الاكثر بالاحقية ، اذا ما نظرنا ان الجسد مع الزمن يذبل ويشيخ ويهرم وفي حالة تناقص ، اما الروح فتنضج وتفهم وتتوسع مداركها فتتكامل "
    الدكتور ، يرفض فكرة انهُ انسان ،
    ويُميل الى فكرة انهُ نصف انسان ،
    ويقول على لسان الناقل " المهم عندي هو ان تكون المرأة نعال ابيض " ما دام كل النساء " نعال " ليكون ابيضا على الاقل ؟!
    اشارة عن بحثه عن الصفات الجمالية في المرأة .
    وتبدأ مسيرة البحث المتواصلة لهُ ..ليس عن حلمه .. عن امنياته .. ويا ليت البحث عن حذاء سندريلا .. بل عن نعاله الابيض ؟!
    ليتكلل بعد ذلك وبعد جهد جهيد ان يجد نعاله !
    نعاله الذي مُدح في انهُ كامل المواصفات ،
    وعندما يرتديه سوف يشعر بالراحة والاطمئنان ،
    والسعادة الابدية ، لأنهُ نعال سحري كالبساط السحري سوف ينقله الى عوالم جديدة اكثر متعة واثارة .
    وتم الزواج ..
    واذا بمرور الايام ..
    ليس هو من يلبس النعال ؟!
    بل قد ضُربت روحه به ، لأن هذا المستوى من الاختيار المادي ، لم يشبع روحه ..
    اطفال لا تقبل ان تكون لهم اماً ، لأنها لا تعرف كيف تتعامل معهم ، فيذهبون الى بيت جدتهم من الصباح الى المساء ..
    وبيت زوجية مُهمل ، لا تقضي فيه الا ايام معدودة ، وبقية الايام عند الاهل ..
    وزوج مُهمل حتى احتياجه المادي من ملبس ومأكل لم يسلم عليه رغم كان اختياره مادي ..
    النهاية " عائلة ، وليست بعائلة الا في الظاهر ، وامام المجتمع ، اما من الداخل مفككة ، ممزقة ، ينهش بعضهم بعضا "
    حياة سوداء داكنة ، وصابرٌ على تلك الحياة لأنهُ يعلم انها سوء اختياره ..
    عندها نعلم ان قول الرسول ليست كلمات خُطت لتداعب المُثل والقيم العليا ، بل هي حقيقة توافق الفطرة الانسانية ، فهذه الكلمات هي من وحي الخالق لمخلوقه الذي هو اقرب اليه من حبل الوريد : إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها وكل إلى ذلك، وإذا تزوجها لدينها رزقه الله المال والجمال.
    قال رسول الله " من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين."


  • #2
    (2)

    لا يُريد الزواج الا بعد ان يأخذ نفس من سيكارة الحُب ،
    كان في الصباح يجلس على المصطبة ،ويطلق العنان لنظرات عينيه تتجول في ازقة المظهر للطالبات ،
    فَيُعجب بأحداهن صباحاً ثم يُصارحها ظهراً ، وفي نهاية الدوام تنتهي العلاقة لا تُناسبه !
    وقضى الاربع سنوات في دراسته الجامعية على هذا المنوال !
    حُبٌ يبدأ في الصباح لينتهي عصراً !
    رُغم ان هذا الشاب من الطبقة المثقة ونخبة المجتمع " مُهندس " وهذه هي نظرته للحياة وللزواج وللمحبة ؟!
    قرر ايضا ان يكون نصف انسان ..
    نصف انسان في تفكيره من ناحية الزواج عن طريق الحُب بصورة طفولية غير ناضجة ، لا ترتقي الى مكانته العلمية
    ومن ناحية تسجيل الاعجاب المظهري فقط في دفتر اختياراته للشريك ..
    بعد محاولاته الفاشلة ، يصل الى ما يُريد ، ويجد الفتاة التي يظن انها نصفه الاخر ..
    فاذا بهِ يُصدم بطبيعتها فهي غير مهتمة به ، ولا تهتم في كسب وده ونيل رضاه ..
    فتطفو مع الايام فقاعات المشاكل لتنفجر في وجهه ، ولِتُعلن عن بدء حياة غير مستقرة ..
    وهذهِ نهاية طبيعة لمن عامل نفسه على انه نصف انسان ، وليس انسان لهُ روح ايضا ،
    وكان من الواجب تغذيتها بالمعارف المتنوعة التي تخصب حياته وتعمق وجوده فيها كأنسان .
    مشكلة كبيرة عندما نظن ان الثقافة في الشهادة ؟!
    او في المستوى العلمي ؟!
    لأنهُ تُصدم ان هولاء ليس لديهم اي ثقافة حياتية او رؤية فكرية تليق بهم وبمستواهم الاجتماعي بأعتبارهم نخبة المجتمع ،
    والمعول عليهم في انشاء اسرة كريمة وسعيدة ترفد المجتمع بأجيال واعين ومثقفين .
    وبكل بساطة المنظم لسلوك الانسان وهو الدين قد مُلئ بالغبار والتراب ، لأنهُ مُهمل ومتروك ، لا احد يُقلب صفحاته
    فجاء الرسول بكلماته قبل 1400 سنة وقال اختر الزوجة التي "إن أحسنتُ شكرَت، وإن أسأتُ غفرَت….وإن غضبْتُ أرضتني"
    وعن أمير المؤمنين: "خير نسائكم…الهيِّنة، اللينة، المؤاتية، التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى، وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب"
    ومن صفات المرأة الصالحة أنه إذا رأت زوجها مهموماً أو قلقاً لأمر مّا، سعت لتخفيف الهمّ والثقل الذي حلّ بالزوج، لأن لكلام الزّوجة في هذا الوقت أثراً بالغاً في تخفيف آلامه وسكونه. جاء رجل إلى رسول الله فقال : إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقتني، و إذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت لي: ما يهمّك إن كنت تهتمّ لرزقك، فقد تكفّل لك به غيرك، وإن كنت تهتمّ أمر آخرتك فزادك الله هماً.
    فقال : إنّ لله عمّالاً وهذه من عمّاله، لها نصف أجر الشهيد ، وعن النبي محمد قال: إن خير نساءكم الولود الودود، العفيفة العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره التي تسمع قوله وتطيع أمره ..."

    تعليق


    • #3
      (3)
      في الماضي كنتُ أظن أن الرجل الذي يُحضى بزوجة جميلة ،قد حُضي بالإيمان على يمينه ، والسعادة على شماله ، لإنه قد ملك آية مِن آيات الجمال للخالق ، ولإنها السد الذي يقف بوجه اغراءات الشيطان .
      كنتُ أستغرب مَمن يملك قمرٌ بين يديه ويعيش الحزن والهّم ، ظن مني ان ملامح الوجه المسبوكة بأحكام كافية في رفع كُل همّ وغم ، كما يرفع نور القمر عن المتأملين فيه كآبة نفوسهم !
      الى أن وضع القدر في طريقي حكاية شاب تنقلها صديقة لنا ، شاب كانت لهُ زوجة تنافس الورد في شذاه ، وتنافس الشمس في ضيائه ،
      ولكنه لم يشعر بالراحة ، فأستغربت كثيرا مما قالتهُ وقلت لها ، كيف ذلك والقمر بقربه .
      قالت : قلت لهُ ذلك ايضا
      وكان يبتسم أبتسامة صفراء ويقول : لو كان على مائدة طعامك الذ الاطعمة وأشهاها ، ولكن أنتِ مريضة ، أو مُصابة بحالة نفسية معينة ، هل ستفرحين بتلك المائدة ! الرَجُل الذي لديه زوجة جميلة ، ولكن غير مُطيعة له ، وتملك خصال أخلاقية مذمومة ، وأدخال الاهل في كل صغيرة وكبيرة ، وغيرها من الأمور ، فهو سيعيش حالة نفسية تجعلهُ يزهد فيها ، فلا يشعر بالسعادة من جهة وقد يخسر إيمانه بسبب هذا البلاء من جهة أُخرى!
      أيقنت عندها وآمنت مدى عمق قول الرسول الأعظم عندما يوضح أن سعادة المؤمن في الزوجة المطيعة الصالحة .
      "من سعادة المرء المسلم: الزّوجة الصّالحة، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء، والولد الصّالح)،
      وذات يوم جاءت امرأة إلى النبي فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة فقال لها " أن تعطيه ولا تعصيه وأن لا تصدق من بيته إلا بإذنه ...."
      وعن الإمام الصادق عليه السلام في نصيحة له لمستنصح في الزواج: "... وهنَّ ثلاث: فامرأة ولود، ودود، تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه " وعنه
      "لا يُختار حسن وجه المرأة على حسن دينها "

      لكن الشباب دائما عينه على الجمال والجمال فقط
      وكأنه عندما يُقال لهُ فكّر بالاخلاق ، وكأنك تقول لهُ تزوج قبيحة
      وكأنك اهنته وشتمته ، وقللت من قيمته ؟!
      وكأن الفتيات الخلوقات قبيحات !
      فأنتَ انسان وليس نصف انسان ، لكَ روح ، كما لك مادة
      والامر هو ان تغير في اولويات اختيارك وليس ترك شيء على حساب شيء اخر ، اي اجعل اساس الاختيار للطرف الاخر هو الاخلاق ثم انظر لجمالها ، ولا تجعل اساس الاختيار الجمال ثم النظر لأخلاقها ، فالجمال لا يصلح ان يكون اساس قوي ومتين لبناء اسرة سعيدة وصالحة ، لان الجمال تنتهي حلاوته ويشيخ بالافعال السيئة ، او بمرور الزمن ، اما الاخلاق فاكهة الروح وهو ما سيتبقى لكلا الطرفين عندما يمسح الزمان ملامح الوجوه رويدا رويداً .

      تعليق


      • #4
        (4)

        لا يُريد الا من يتلألئ من عنقها حبات الماء ،
        كما تتلألئ خيوط النور الاولى على جيد النهار ..
        اربع سنوات .. والبحث عن نصفه المادي ..
        الجميل كُل فتاة لا يرضى بها ..
        وبعد التفكير ويعود عليها ، يجدها قد وجدت رزقها ،
        لأنهُ كما هناك انصاف انسان ، هناك انسان يُفكر بجزئيه المادي والمعنوي ،
        الى ان وجد ضالته ..
        وعندما وجدها ، جعلتهُ لا يرى حبات الماء تتلألئ من عنقها ،
        انما النجوم في وقت الظهيرة ،
        اشتد الشجار بينهما يوماً ،
        فقط وفقط لأنهُ نسي ان اليوم هو عيد ميلادها ولم يجلب لها هدية ،
        استقبلتهُ بالزعل ، والرغبة في الذهاب الى بيت اهلها ، وهو يطل عليها بتعبه من العمل؟!
        فهذا الاستقبال لائق لمن اراد ان يكون نصف انسان ،
        لأنهُ لو اراد ان يكون انسان ويبحث عن حاجة روحه لَحُظي بمثل هذا الاستقبال
        عن الصادق أنه قال:
        "جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك اللَّه هماً فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: بشّرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمّال اللَّه ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً"

        تعليق


        • #5
          (5)

          بدأوا بالبحث ، ولا زالت الفرقة البحثية مُستمرة على تلك الحورية ..
          نُخبة المجتمع ، مُثقفينها .. " مُهندس "
          يُقال لهُ : لماذا رفضت هذه الفتاة ، كاملة المواصفات ..
          يقول لهم : " يا اخي .. عندما ابتسمت ، الابتسامة قليلا فيها ميلان ، لا ادري لعل هذا القليل في مُخيلتي ؟! "
          او يقول " يا اخي .. انفها ، انفها ، لا ادري لم يُعجبني ؟!"
          او يقول " اعجبتني بشرتها وردية ، ولكن مُحامية اخشى ان تكون محامية في منزلي وتكون سليطة اللسان ؟!"
          اختيارات قائمة على " لعل ، لا ادري ، اخشى "
          والسبب هو الفهم السطحي للحياة ، وكيفية اختيار الشريك ، والغاية الاسمى والهدف من الزواج ، كُل الاحتياجات الترابية شأنها شأن الطعام والشراب ، سوف يتم الاكتفاء منهُ بقدر الجوع والعطش ، ولكن الاحتياجات الروحية ستفرض نفسها في ان لها حق على الانسان .
          يقول روبرت دي نيرو وهو ممثل ومنتج امريكي " اكبر خدعة يقع فيها اغلب الرجال ، حين يعجب احدهم بوجه فتاة فيتزوجها كلها "
          الغريب ان الغرب وبسبب الاختلاط والانفتاح وصل الى نتيجة مطابقة لفطرة الانسان ولتعاليم الاسلام ، فالرجل الغربي ، تجده يرتبط بفتاة عادية ، ويبحث عن شريكة روحه ، وخير مثال ما شاهدته عن قريب بريطانيا من زواج الامير هاري من الممثلة الامريكية ميغان ماركل والتي تعود لاصول افريقية ومطلقة ويصغرها بثلاث سنوات ، والسبب انهما متوافقين روحيا في القيام بالاعمال الخيرية ، في حين العرب كان جلّ تعليقاتهم " اكيد عاملة سحر "!!!
          والنتيجة مسلمين بلا اسلام .. واسلام بلا مسلمين
          وهذا كُله بسبب الانصاف ، انصاف اختيار ، انصاف فكرة ، انصاف انسان ، انصاف مُسلم .

          تعليق


          • #6
            (6)


            لم ينفع الكلام معهُ ، في أن يضع في سلة اختياره فاكهة لروحه يقضمها عندما يشعر بالجوع ..
            لم ينفع الكلام معهُ ، في ان يضع مع زاده في شريكة الحياة ماء الخُلق ليرتوي منهُ عندما يشعر بالعطش ..
            كان يقول لهم : اختاروها جميلة ، وانا سأصبها بعد ذلك في القوالب التي اطمح اليها واتمناها ..
            انا سأُعلمها الالتزام والاحتشام والاحترام والمبادئ والقيم ..
            المُهم ان تكون جميلة المظهر ..
            وتم لهُ ما اراد ..
            لم يمضي على زواجهما الا اشهر وتم الطلاق !
            لأنهُ وبعد فوات الاوان وجد ان تعليم الاخلاق ليس درس نظري يتم حفظة بين يوم وليلة ..

            وان الالتزام والاحتشام ، لن تنمو على السلوك والافعال ، اذا لم يكونا نابعين من ارادة المقابل..
            لهذا كانت قلة الادب وسوء الخُلق حاضرة معه في تلك الاشهر ، وجعل من علبة الجمال تنتهي صلاحيتها بسرعة عندما تم تذوق طعم روحها !
            لهذا بعض الأشياء التي لا تُرى، والتي لا تخضع لقالب وشكل مادي، هي الأخطر والأكثر أهمية.. منها الروح والنية ..فيجب على المرء الالتفات اليها عند الاختيار .





            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X